كيف تُوظف على أساس ملاءمة الثقافة؟
الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها عند التوظيف على أساس ملاءمة الثقافة هي أن يكون لديك فهم عميق لثقافة المؤسسة. إن العديد من المؤسسات لديها عبارة محددة للمهمة، ومجموعة من القيم المؤسسية التي تتبناها، وكذلك ممارسات أو معايير شائعة. تتأثر تلك الأمور عادةً بمؤسسين الشركة أو القيادة العليا الحالية وتدار من قِبل الموارد البشرية. ومع ذلك، فقد لا يتطابق الواقع مع هذا في بعض الأحيان، خاصةً إذا لم تكن المؤسسة توظف بمراعاة ملاءمة الثقافة على مر السنين، أو أن تكون قد شهدت تغيرًا كبيرًا منذ أن تم تحديد الثقافة والقيم في البداية.
لفهم ما هي ثقافة مؤسستك وقيمها، يمكنك إجراء استطلاع لآراء الموظفين الحاليين، أو القيام بمجموعات تركيز مع منسق جلسات محايد. نظرًا لأن الثقافة غالبًا ما تكون موجهة من طرف القادة، فإن المقابلات مع القيادة العليا لاستكشاف مهمة المؤسسة وغرضها ورؤيتها يمكن أن يساعد أيضًا في تحديد الثقافة.
بمجرد أن يكون لديك فكرة واضحة عن ثقافة مؤسستك وقيمها، يكون من المهم دمج ذلك في عملية الاختيار بطريقة قوية. في كثير من الأحيان، يتم اتخاذ القرارات بشأن “ملاءمة” المتقدم بطلب لوظيفة عن طريق أحكام شخصية يتخذها مدير التوظيف أو غيره من الأفراد المشاركين في عملية التوظيف. لقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص ليسوا جيدين بشكل كبير في تكوين أحكام دقيقة لملاءمة شخص آخر، وغالبًا ما يتأثر تحديدهم لذلك بدرجة التشابه الذي يرونه بينهم وبين مقدم الطلب. وهنا يمكن أن يحدث الخطأ في التوظيف على أساس ملاءمة الثقافة ويشكل تهديدًا للتنوع. ينبغي ألا يكون لملاءمة مقدم الطلب أي علاقة بما إذا كان يشجع نفس فريق كرة القدم الذي يشجعه مدير التوظيف، على سبيل المثال.
يُفضل القيام بتقييم الثقافة أو القيم المناسبة في وقت مبكر من عملية الاختيار إن أمكن، قبل أن تتم مقابلة المرشح وجهًا لوجه. يمكن القيام بذلك باستخدام تقييم للقيم. وعند إجراء المقابلة الشخصية، استخدم نموذج المقابلات المهيكلة والتزم بالمعايير ذات الصلة بالوظيفة. تجنب التركيز على الاهتمامات الشخصية أو الهوايات أو محاولة تحديد تجارب الحياة المشتركة.
أخيرًا، تذكر أن ملاءمة الثقافة هي عملية ذات اتجاهين. ففي أثناء محاولتك إصدار أحكام حول مستوى ملاءمة المرشحين، فإنهم يفعلون نفس الشيء، في محاولة لاكتساب نظرة ثاقبة عن ثقافة المؤسسة لتحديد ما إذا كانت مناسبة لهم. قدم صورة صادقة لثقافة وقيم مؤسستك. على سبيل المثال، لن تكون هناك اية مكاسب عن طريق إخبار المرشحين بمدى تشجيع الابتكار والأفكار الجديدة في حين عدم وجود ذلك. فإذا تم توظيفهم، سيكتشفون حتما أن المؤسسة لم تكن ملائمة لهم، مما يزيد من احتمالية مغادرتهم.