المكاتب العالمية وظائف

ما الذي يصنع قائدًا شاملًا؟ ولماذا تحتاج المزيد منهم

11 مارس 2022

بقلم آمي لورانس، دكتوراه، مديرة الابتكار العالمي

تسلط الأحداث العالمية الأخيرة الضوء على أهمية التعاطف والتفهم بين الجميع داخل وخارج مكان العمل. تعاني جميع شرائح المجتمع من ضغوطات إضافية وتكافح من أجل السيطرة على المشاعر التي تجتاحها من كآبة وحزن إلى قلق وغضب.

لقد شكل كوفيد -19 تحديات للعديد من العاملين سواء كانوا في الخطوط الأمامية أو العاملين عن بعد أو الذين وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل. اندلعت الاحتجاجات للنضال من أجل العدالة والمساواة والاحترام. بغض النظر عن الوضع، فهناك خيوط مشتركة قد تساعد في الشفاء والتعافي – وهي التعاطف والشمول. فالأفراد الذين يعالجون المشاعر ويتأقلمون مع طرق جديدة لفعل الأشياء يحتاجون إلى مكان آمن نفسيًا وقبولًا ليتمكنوا من تخطي هذه الأزمات وهم أصحاء.  

في الوقت الحالي، يتطلع الموظفون إلى قادة شركاتهم للحصول على رسائل وأفعال تعبر عن القيم التنظيمية المسؤولة اجتماعيًا وتعبر عن الاهتمام بالعاملين. هذه فرصة لك للتأكد من أن قادتك مناسبين لحالة الأزمة الحالية والتعافي المستقبلي – فهم قادة شاملون. 

يركز القادة الشاملون على تحقيق النتائج من خلال الأشخاص مع التركيز بشكل خاص على إنشاء فرق متنوعة الخبرة والفكر. كما أنهم يهدفون إلى ضمان مساهمة جميع الأفراد بنشاط في الفريق. إن فكرة القيادة الشاملة ليست جديدة؛ فقد تابعت مؤسسة PSI الأبحاث عنها لعدة سنوات. ومن هذا المنطلق، أنشأنا نموذجًا لكفاءة القيادة الشاملة يمكن للمؤسسات استخدامه لتقييم التزام قادتها بالتنوع والشمول، وبالتالي السماح لها بتحديد مجالات القوة وفرص التطوير بين فريقهم من القادة.  

من هو القائد الشامل؟ 

يلهم القادة الشاملون موظفيهم ويحفزونهم من خلال خلق مناخ من الاحترام والثقة والتمكين. ولأنهم يعتقدون أن التنوع هو أحد الأصول، فهم يبحثون عن الاختلافات بين أولئك الذين يعملون معهم ويقدرونها. غالبًا ما يُفترض أن مصطلح التنوع مرتبط بالعرق أو الإثنية. ومع ذلك، عندما نتحدث عن الشمول، فإنه ينطبق على جميع أنواع التنوع بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، العمر والجنس والتوجه الجنسي والعرق والتنوع العصبي. يتصرف القادة الشاملون بطرق تُظهر الاحترام للجميع، كما يُظهرون أيضًا الفضول والشجاعة. سنناقش فيما يلي كل فئة من الخصائص بمزيد من التفصيل. 

القادة الشاملون محترمون

إن إظهار الاحترام للآخرين أمرًا أساسيًا لمفهوم القيادة الشاملة. فهم يتعامون مع كل عضو في الفريق أو زميل على أنه فرد يستحق التقدير والتفهم. يعتقد هؤلاء القادة أن خلفية كل شخص وخبراته توفر منظورًا فريدًا قد يكون ذا قيمة كبيرة للفريق والمؤسسة. إنهم يسعون لإظهار التراحم والتعاطف تجاه الجميع.   

ولكي يحصل القادة الشاملون على الثقة بتقاريرهم المباشرة، لا يمكنهم فقط إظهار الاهتمام، بل يجب عليهم أيضًا مصارحة أنفسهم بالحقيقية. فكونهم أخلاقيين ومنفتحين سيسمح لهم ببناء الثقة وخلق بيئة نفسية آمنة ليزدهر فريقهم. بالإضافة إلى ذلك، يظهر القادة الشاملون التواضع. فهم على استعداد للاعتراف بخطئهم وتحمل مسؤولية الانتكاسات. إن إظهار التراحم والأصالة والتواضع هي ثلاث طرق رئيسية يُظهر بها القادة الشاملون الاحترام لفريقهم، وبالتالي خلق مناخ يشجع على التعاون والمشاركة.  

القادة الشاملون فضوليون  

الفضول سمة مهمة للقادة الشاملين، لأنه محرك رئيسي لسلوكهم القيادي. إن فضولهم يغذيه انفتاح عقلهم ورغبتهم في التعلم. يسعى القادة الشاملون إلى التنوع داخل فرقهم لأنهم مهتمون بسماع الأفكار ووجهات النظر المختلفة. إنهم يستمتعون بالتعرف على أشخاص وخلفيات وخبرات مختلفة. يرى القادة الشاملون التنوع على أنه قوة تتجاوز الخصائص المادية؛ إنه تنوع في التفكير والأفكار والتصورات. إن التعلم المستمر والانفتاح على الأفكار الجديدة التي يمتلكها هؤلاء القادة يعني أنهم يستوعبون باستمرار معلومات جديدة في عقولهم، مما يتطلب منهم أن يكونوا قادرين على التكيف. القادة الشاملون مستعدون لتكييف سلوكهم وأساليبهم عندما يستدعي الموقف ذلك. ترسل السلوكيات القيادية هذه رسالة إلى فريقهم مفادها أن جميع الأفكار مقبولة، وأنهم يجب عليهم البحث عن خيارات جديدة، وأن الأمور ليست ثابتة.  

القادة الشاملون شُجعان

تأتي الشجاعة، كما يتضح من القادة الشاملين، في عدة أشكال. أولاً وقبل كل شيء، يتحلون بالشجاعة لوضع نموذج السلوك الشامل والتصريح بالسلوك غير الشامل عند مشاهدته. قد يكون من الصعب معالجة التحيز مع الزملاء أو حتى القادة، لكن القادة الشاملون حلفاء نشيطون وأبطال للتنوع. فيما يتعلق بهذا، يتمتع القادة الشاملون أيضًا بالشجاعة لإظهار الاستقامة واختيار “فعل الشيء الصحيح” حتى عندما لا يحظى بشعبية. غالبًا ما يتخذ القادة قرارات يمكن أن تؤثر على مجموعات أو أشخاص معينين بشكل مختلف، ويحتفظ هؤلاء القادة بالتنوع والشمول في طليعة أذهانهم عند تقييم إيجابيات وسلبيات القرارات المختلفة.  

كما يمكنك أن تتخيل، فإن القادة الشاملين الذين يتمتعون بالشجاعة اللازمة للتصرف بهذه الطرق من المرجح أن يواجهوا صراعًا. وعلى هذا النحو، فإن القادة الشاملين لا يخافون من الصراع. فهم يتمتعون بالمهارات اللازمة لإدارة الصراع والحفاظ على العلاقات داخل المؤسسة. والقادة الشاملون كذلك عناصر فعالة للتغيير. فالقادة الذين يكرسون أنفسهم لسماع الأفكار الجديدة والدفع من أجل التنوع، على الأرجح، سيحددون التغييرات ويدعون لها باستمرار. لهذا السبب، يميل القادة الشاملون إلى أن يكونوا فعالين في التواصل وتنفيذ التغيير. تعزز مظاهر الشجاعة هذه المناخ الذي خلقه هؤلاء القادة بين فرقهم، ولكنها أيضًا تنقل التزامهم بالتنوع والشمول إلى المؤسسة. 

ما أهمية أن تكون قائداً شاملاً؟

كما تمت مناقشته سابقًا، يُظهر القادة الشاملون التعاطف والتفهم اللذين يرغب فيهما العديد من الموظفين في الوقت الحالي. لكن فوائد تحسين ودعم التنوع داخل مؤسستك تتجاوز ذلك بكثير.   

درس اختصاصيو علم النفس التنظيمي التنوع في المؤسسات منذ عقود. كانت نتائج البحث داعمة باستمرار لفوائد التنوع. ترى المؤسسات ذات التنوع الأكبر بعضًا من الفوائد التالية أو كلها:  

  • زيادة رضا الموظفين 
  • انخفاض نوايا ترك العمل 
  • زيادة الإنتاجية 
  • بناء سمعة أفضل 
  • زيادة رضا العملاء 
  • زيادة الابتكار والإبداع
  • حلول أكثر فعالية للمشكلات

بالإضافة إلى ذلك، وجدت بعض الأبحاث التي تركز بشكل خاص على التنوع بين الجنسين أن المؤسسات التي تضم عددًا أكبر من النساء في المناصب القيادية تتمتع بأداء مالي أكبر، وتقل بها الصراعات، وينخفض الغش في الشركات، ويزيد فيها التركيز على الحساسية الاجتماعية.   

ماذا تستطيع أن تفعل الآن؟

توفر الأزمة الاقتصادية الحالية للمؤسسات فرصة فريدة لإعادة تصور قوتها العاملة أثناء التعافي. يخلق القادة مناخ المؤسسة وقيمها – فكر في القيم التي تريد أن تتبناها مؤسستك. لطالما كان التنوع والشمول موضوعًا ذا أهمية كبيرة لفترة طويلة. من المرجح أن يهتم المرشحون بكيفية تعامل الشركات مع موظفيها أثناء مراجعتهم للمؤسسات وإعلانات الوظائف. كن مستعدًا لتلبية احتياجات الموظفين الجدد وخلق مناخ من الشمولية من خلال تعيين القادة المناسبين وتطوير قادتك الحاليين. نتيجة لذلك، سيزدهر موظفيك وشركتك. 

بناء مؤسسات أفضل من خلال القيادة الشاملة

يعد موضوع التنوع والشمول (D&I) مجال تركيز العديد من المؤسسات في الوقت الحالي.

المؤسسات التي نجحت في إحداث تغيير مستدام في موضوع التنوع والشمول (D&I) كان لديها التزام قوي وعمل بين قياداتها.

في هذا المستند التقني، ستتعرف على الدور الذي يؤديه القادة في خلق ثقافة شاملة، ثقافة تسعى جاهدة لإنشاء حلفاء أو أبطال للتنوع، بالإضافة إلى كفاءات وخصائص القيادة التي تساهم في السلوك والمناخ الشامل.

التحميل الآن
building better organizations through inclusive leadership cta whitepaper cover
Decoration
Share